هل يصاب الأطفال بارتفاع ضغط الدم؟

1 min read

عادة ما نفكر في ارتفاع ضغط الدم على أنه مشكلة تؤثر على البالغين فقط، لكن الحقيقة أن ارتفاع ضغط الدم  يمكن أن يكون موجود في أي فترة عمرية.

تشير مجموعة من التقارير أن حوالي 3.5٪ من جميع الأطفال والمراهقين يعانون من ارتفاع ضغط الدم، و عادة لا يتم اكتشاف الحالة أو علاجها.

  • الاكتشاف المبكر هو الطريق الصحيح

إذا لم يتم التعرف على ضغط الدم المرتفع في سن مبكرة، فقد يستمر دون تشخيص لسنوات – مما يؤدي في النهاية إلى خلل في بعض الأعضاء ومشاكل صحية أخرى.

  • تقرير الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال

إرشادات الممارسة السريرية لفحص وعلاج ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال والمراهقين توصي أطباء الأطفال بملاحظة ضغط الدم لدى الأطفال و المراهقين حسب جدول تفصيلي لذلك معروف لدى الأطباء والذي بموجبه يحدد ضغط الدم الذي يحتاج إلى مزيد من التقييم.

  • كيف يتم قياس ضغط الدم؟

يشير مصطلح ضغط الدم في الواقع إلى قياسين منفصلين:

    • ضغط الدم الانقباضي هو أعلى ضغط يتم الوصول إليه في الشرايين حيث يضخ القلب الدم للدورة الدموية عبر الجسم.
    • ضغط الدم الانبساطي هو أقل قياس لضغط الدم والذي يحدث في الشرايين عندما يرتاح القلب لأخذ الدم بين الضربات.

إذا كان أي من القياسين أو كلاهما أعلى من النطاق الموجود في الجداول المشار لها لدى الأشخاص الأصحاء من نفس العمر والجنس، فإنه يسمى ارتفاع ضغط الدم.

  • فحص الأطفال لارتفاع ضغط الدم

إنه تشخيص صعب عند الأطفال حيث يمكن أن يتأثر ضغط الدم بالعديد من العوامل، مثل الطول والعمر والجنس. يوصي كل من  الأكاديمية الأمريكية لطب والمعهد الوطني الأمريكي للقلب والرئة والدم بأن يخضع الأطفال لفحوصات سنوية لقياس إرتفاع ضغط الدم، بدءًا من سن 3 سنوات، في زياراتهم السنوية لصحة الطفل.

إذا كان ضغط دم طفلك مرتفعًا، فسيُطلب منه عادةً المتابعة لمعرفة ما إذا كانت القراءات العالية مستمرة.

إذا كانت قراءات طفلك مرتفعة في ثلاث زيارات متتالية، فيجب أن يخضع لتقييم لسبب ارتفاع ضغط الدم وخطر إصابة الأعضاء المتعلقة بهذا الارتفاع.

قد يحتاج الأطفال الخدج، أو الذين يعانون من انخفاض الوزن عند الولادة، والذين عانوا من إقامة صعبة أو طويلة في المستشفى، إلى إجراء فحوصات لضغط الدم قبل بلوغهم سن الثالثة. الأطفال المصابون بأمراض القلب الخلقية، أو الذين يتلقون أدوية قد تزيد من ضغط الدم، أو الذين يتعاطون أدوية لأمراض طبية أخرى قد تجعلهم أكثر عرضة لخطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

  • نصيحة للآباء

تذكر أن تسأل طبيب الأطفال إذا كان قد قام بقياس ضغط دم طفلك، وإذا كان الأمر كذلك، تأكد إن القراءة طبيعية.

  • ما هي الاسباب؟

غالبًا ما يكون ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال بدون أعراض، أي صامتًا – أي بدون أي أعراض أو انزعاج ملحوظ.

في كثير من الحالات، يبدو أن ارتفاع ضغط الدم يتطور مع تقدم العمر. نتيجة لذلك، قد لا تظهر على الطفل أي علامات لارتفاع ضغط الدم عندما كان رضيعًا، ولكن قد تتطور الحالة إليه أثناء نموه.

في سن السابعة، يكون أكثر من 50٪ من ارتفاع ضغط الدم بسبب السمنة. وترتفع هذه النسبة إلى 85-95٪ في سن المراهقة. وبالتالي، فإن العادات الغذائية الجيدة (دون الإفراط في الأكل والتأكيد على الأطعمة منخفضة الصوديوم وقليلة السكر المضاف ونسبة عالية من الفواكه والخضروات) والكثير من النشاط البدني مهمة طوال السنوات الأولى بل طيلة حياة الإنسان.

عندما يصبح ارتفاع ضغط الدم حادًا (ارتفاع مفاجيء ومفرط) عند الأطفال، قد يكون هناك أعراض مشكلة طبية خطيرة أخرى، مثل قصور الكلى أو تشوهات القلب أو الجهاز العصبي أو الغدد الصماء.

  • تشخيص ارتفاع ضغط الدم عند الأطفال

إذا كان ضغط دم طفلك مرتفعًا، فقد يوصي طبيب الأطفال بإجراء اختبارات لمعرفة ما إذا كانت هناك مشكلة طبية أساسية تسبب ذلك. تشمل هذه الفحوصات دراسات البول والدم. في بعض الأحيان، تستخدم الموجات فوق الصوتية لفحص القلب أو الكلى. إذا لم يتم العثور على مشكلة طبية، فسيتم تشخيص طفلك بارتفاع ضغط الدم الأساسي – تشير كلمة “أساسي” فقط إلى حقيقة أنه لا يمكن العثور على سبب.

  • حول ارتفاع ضغط الدم الأساسي

في معظم الأطفال والمراهقين، لا يوجد سبب محدد لارتفاع ضغط الدم. يأخذ الأطباء في الاعتبار التاريخ الطبي للطفل (تشخيصات أخرى مثل أمراض الكلى)، والتاريخ العائلي (تصل نسبة وراثة ارتفاع ضغط الدم إلى حوالي 50٪)، وعوامل الخطر مثل انخفاض الوزن عند الولادة، وما إذا كان الطفل يعاني من زيادة الوزن حاليًا.

  • المتابعة والعلاج

يظل علاج الخط الأول لارتفاع ضغط الدم عند الأطفال هو تغيير نمط الحياة.

إذا كانت السمنة سببًا محتملًا، فستكون الخطوة الأولى هي إنقاص وزن طفلك. سيحتاج هذا إلى مراقبة طبيب الأطفال عن كثب. لن يؤدي فقدان الوزن إلى خفض ضغط الدم فحسب، بل يمكن أن يوفر العديد من الفوائد الصحية الأخرى أيضًا.

قلل من الملح في نظام طفلك الغذائي. يمكن أن يؤدي الإقلاع عن استخدام ملح الطعام وتقييد الأطعمة المالحة إلى خفض ضغط الدم لدى بعض المرضى. تشمل المصادر الشائعة للأطعمة المالحة الخبز واللحوم الباردة والبيتزا والأطعمة المحضرة خارج المنزل.

توخي الحذر عند التسوق لشراء الأطعمة المعلبة. عادة تحتوي معظم الأطعمة المعلبة والمعالجة على قدر كبير من الملح، لذا تحقق من الملصقات بعناية للتأكد من أن العناصر المضاف إليها القليل من الملح أو لا تحتوي على ملح.

ساعد طفلك على ممارسة المزيد من التمارين الهوائية. يمكن للنشاط البدني الهوائي أن يخفض ضغط الدم، بسبب تأثيره على الأوعية الدموية والقلب – حتى عندما لا يفقد المرضى الوزن. توصي الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال بـ 60 دقيقة من النشاط البدني كل يوم.

  • أدوية خفض ضغط الدم

إذا لم تنجح التغييرات في نمط الحياة بكل الوسائل المتعارف عليها، أو إذا كان ضغط الدم مرتفعًا جدًا، فهناك حاجة إلى نهج أكثر قوة. توصي إرشادات الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال أطباء الأطفال ببدء وصف أدوية خفض ضغط الدم إذا فشلت تغييرات نمط الحياة في خفض ضغط دم طفلك، أو كان طفلك يعاني من حالة أخرى مثل مرض السكري أو أمراض الكلى.

هناك مجموعة متنوعة من الأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم التي تم اختبارها وثبت أنها آمنة على المدى القصير والطويل. عدد الأطفال الذين سيحصلون في نهاية المطاف على وصفات طبية للأدوية المضادة لارتفاع ضغط الدم محدود جدًا، حوالي 1٪ أو أقل.

  • الرعاية على المدى الطويل

بمجرد أن يعرف طبيب الأطفال أن طفلك يعاني من ارتفاع ضغط الدم، فسوف يرغب في فحصه بشكل متكرر للتأكد من أن ارتفاع ضغط الدم لا يصبح أكثر حدة. اعتمادًا على مدى ارتفاع ضغط الدم، قد يحيل طبيب الأطفال الخاص بك طفلك إلى أخصائي – عادة ما يكون اختصاصي أمراض الكلى للأطفال (أخصائي الكلى) أو أخصائي أمراض القلب للأطفال (أخصائي القلب).

  • معلومات وموارد إضافية

طرق حماية الأطفال من متلازمة التمثيل الغذائي

    • أمراض القلب: التقليل من مخاطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.
    • كيفية تقليل الدهون والكوليسترول في نظام الطفل الغذائي.
    • الطعام والطاقة: كميات الطعام والشراب الموصى بها للأطفال وتوصيات النشاط البدني اليومي.
    • المشاركة الرياضية المنظمة للأطفال والمراهقين الذين يعانون من ارتفاع ضغط الدم.
    • لا ينبغي استخدام المعلومات الواردة في  هذا الموضوع كبديل للرعاية الطبية والمشورة لطبيب الأطفال.
    • قد تكون هناك اختلافات في العلاج قد يوصي بها طبيب الأطفال بناءً على الحقائق والظروف الفردية.
 

 الدكتور عادل عبد المنعم السنان

استشاري طب أطفال

عضو الجمعية السعودية لرعاية ضغط الدم (شمس)

ترجمة بتصرف

المصدر: الأكاديمية الأمريكية لطب الأطفال

21 – 8 – 2017

You May Also Like

More From Author

+ There are no comments

Add yours